مجلة البيان

افتتاح مسرح الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين. اعتزازاً بهذه الشخصية المعطاءة

الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح:

إطلاق اسمها الشيخة د. سعاد الصباح على مسرح 

رابطة الأدباء الكويتيين هو تقدير واعتزاز بهذه الشخصية الوطنية المعطاءة

برعاية وحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح افتتحت رابطة الأدباء الكويتيين مسرحها الجديد الذي أطلقت عليه اسم الدكتورة سعاد الصباح لما قدمته من دعم لإعادة بناء وترميم المسرح والرابطة.

        وفي كلمة الافتتاح قال وزير الإعلام: "إن القيادة السياسية وفى مقدمتها سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء تؤمن إيماناً كاملاً بأهمية دور ورسالة الثقافة والفنون والآداب في تنوير وتحصين العقل والفكر المجتمعي، لبناء الشخصية الوطنية المستنيرة وتحفيزها على البناء والتنمية والتقدم، وهو ما تجلى في الاهتمام والرعاية والدعم اللامحدود لاستراتيجية دولة الكويت الثقافية، التي أقرتها الحكومة ويقوم عليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بخطة طموحة في تحديث المنشآت الثقافية الموجودة والتوسع بإنشاء العديد من الصروح الثقافية الجديدة ومن بينها مسرح الشيخة د. سعاد الصباح في مقر رابطة الأدباء الكويتيين التي مر على تأسيسها نصف قرن عام 2014".

        وأضاف الوزير سلمان الحمود الصباح: "إن إطلاق اسم سفيرة الشعر والثقافة العربية الشيخة د.سعاد الصباح  على مسرح رابطة الأدباء الكويتيين يعد تعبيرا عن مكنون التقدير والاعتزاز بهذه الشخصية الوطنية المعطاءة التي قدمت الكثير للثقافة الكويتية والعربية لنشر ثقافة السلام والمحبة والعيش المشترك كرائدة من رواد الثقافة العربية في العصر الحديث، بأعمال شعرية، وأدبية عبرت حدود الوطن واستقرت في الذاكرة الثقافية العربية، التي تزهو بجوائزها الأدبية أو تلك العلمية التي تقدمها باسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله المبارك الصباح، دعما ومؤازرة لمختلف الأجيال والاتجاهات الثقافية، وهو ما يمثل نموذجا واضحا، يؤكد أهمية الاستثمار في الثقافة المستنيرة، من أجل بناء جيل قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية، بمشاركة مجتمعية فاعلة ومبادرات شخصية رائدة".

وتابع: "إن الكويت لم تكن على مدى تاريخها، بعيدة عن المشهد الأدبي والثقافي العربي متفاعلة معه ومؤثرة فيه تارة ومتأثرة به تارة أخرى، وهي الرائدة عربيا في مجال النوادي الأدبية حينما تأسس النادي الأدبي عام 1924، تلاه إنشاء الرابطة الأدبية عام 1958، ومن ثم تأسيس رابطة الأدباء عام 1964 كمشروع حضاري واكب نهضة الكويت منذ استقلالها بنتاج فكري وإنساني مستنير في مسيرة بناء الوطن، كما تمثل مجلة "البيان" التي تصدرها الرابطة على مدى خمسين عاما متواصلة نافذة ثقافية كويتية قادرة على مجابهة التطور الثقافي والحضاري".

        وقال الوزير الحمود: "إن اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، لم يأت من فراغ، بل كان نتاج فكر وعمل وجهد متواصل من الإبداع والتميز، قام به مثقفو وأدباء وفنانو الكويت دعمته الدولة بمشاريع حضارية على مستوى عالمي، تمثل قفزات ثقافية نوعية في كافة فروع الثقافة والمعرفة ضمن خطة تنموية ثقافية شاملة تطال كافة محافظات الكويت، تتضمن مراكز ثقافية ومسارح ومكتبات تمثل القوة الناعمة الكويتية المؤثرة  في الفكر والوجدان الوطني  والعربي".

        وتابع الحمود: "إن مسرح د. سعاد الصباح يُنظر له  كمركز تدريب أدبي وثقافي لتشجيع المبادرات وتنمية القدرات الثقافية والتربوية والمعرفية، خاصة لقطاعات الناشئة والشباب، وبناء جسور من التواصل بين الأجيال، لترسيخ وصيانة هويتنا الثقافية والحفاظ على وحدتنا الوطنية، في ظل ما نشهده من حملات ثقافية عابرة للحدود، تستهدف القيم الوطنية والدينية الوسطية، بغرس أفكار غريبة على المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية".

        وفي كلمته قال أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين أ.طلال سعد الرميضي: "إن هذا المسرح هو عصب الرابطة وعمودها الفقري فمنه صدرت أهم الأفكار التي غذت العقل البشري من خلال الندوات والمحاضرات والأمسيات التي أقيمت فيه، حيث وقف على خشبته كبار المفكرين والأدباء من مختلف الأجيال ومن شتى أرجاء العالم وكانوا على مدار أربعة عقود من الزمن يجتهدون بتأسيس حركة ثقافية مجتمعة خرجت أجيالاً من الأدباء وحركت مسار الوعي باتجاهه الصحيح".

        وقال الرميضي: "إن الشيخة د. سعاد الصباح دأبت على البذل والعطاء في المجال الثقافي وقدمت للحركة الثقافية العربية منذ أكثر من 30 عاما الحوافز والتشجيعات المادية والمعنوية، وقد أسهمت من خلال الدار التي أسستها بإثراء حركة الفكر والعلوم باسمها واسم الراحل الشيخ عبد الله المبارك وأصبحت الجوائز التي تقدمها من أهم ملامح الكويت الحضارية".

        وتابع: "إنها بادرت إلى إعادة روح الحياة إلى المسرح الذي سيحمل اسمها، الأمر الذي سيبقى خالداً في وجدان الأدباء والزائرين".

        وتوجه الرميضي بالشكر إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على دعمه للرابطة وإلى الشيخة باسمة المبارك العبد الله على دورها في صقل مواهب الكتاب الشباب.

        وفي كلمتها أعلنت الشيخة د. سعاد الصباح إطلاق مهرجان أدبي خاص ببراعم الطفولة وأغصانها بعد شهور، يقام على هذا المسرح، ويُعنى بحفظ الأدب العربي وإلقائه شعراً ونثراً، من عيون الشعر وجواهر النثر. لمن هم دون الخامسة عشرة؛ من العمر وذلك تشجيعاً لهم ولإحياء روح الأصالة والثقافة العربية في نفوسهم.

        وخلال كلمتها وصفت الصباح رابطة الأدباء بـ"ست الصبايا" فجَرعةُ الحرّيةِ التي تتمتعُ بها هيَ وصفةٌ سحريّةٌ لشبابِها الدائم.

        وقالت: "إن الكلمةُ لا تَشيخُ، ومَنْ يمتَهِنُ الكلمةَ لا يَشيخُ، فالكتّابَ كالأشجارِ الضخمةِ، لا تتوقّفُ جذورُها عن النموِّ، ولا أوراقُها عن التفتُّحِ..

        وأكدت: "إنَّ الوظيفةَ الأساسيّةَ للكلمةِ هيَ المواجهةُ والتصدِّي، وتأسيسُ عالَمٍ جديدٍ، لا أهميةَ لكلمةٍ لا تحاوِلُ أنْ تغيِّرَ العالَمَ، فالكاتبُ مسرحُهُ العالَمُ كلُّهُ والإنسانيّةُ على اتساعِها، وكلُّ محاولةٍ لرسمِ دوائرَ حولَ فكرِ الكاتبِ هي نوعٌ من الحِصارِ."

        وتابعت: "إنها  امرأةٌ تجدُ نفسها مزروعةً في ضميرِ الزمنِ الذي تعيشُهُ، وملتزمةً التزاماً أدبيّاً بالدفاعِ عنْ قضايا الإنسانِ حيثُ كانَ، فهي إنسانةٌ تحاولُ أنْ تكونَ في خدمةِ الإنسانِ. فهي كاتبةٌ وشاعرةٌ عربيةُ تحاولُ أنْ تزرعَ عُشبةً صغيرةً في الأرضِ المالِحةِ، وتجعلَ مساحةَ الحبِّ أكبرَ.. ومساحةَ الكراهيةِ أقلَّ."

        فالكتابة لا جِنسَ لها، فهيَ تتفجَّرُ في أعماقِ الرجُلِ كما تتفجَّرُ في أعماقِ المرأةِ مؤكدة أن امبراطورية الكلام لم تعد حكراً على الرجال". وقالت: "إنّني لا أنكِرُ أنَّ خلفَ كتاباتي رجلاً حمَاني بجناحَيهِ الكَبيرينِ، وأضاءَ ليَ طريقَ الكتابةِ، ومنحَنِي العاطفةَ والهدوءَ والاستقرارَ والتفاهُمَ، فأعطى كتاباتِي إشارةَ الضوءِ الأخضرِ لتَمُرَّ إلى الناسِ".

        من ناحيته قال الأمين العام للملتقى الإعلامي ماضي الخميس: "إن الشيخة
د.سعاد الصباح تمتاز بقدرتها على تحقيق معادلة صعبة طرفها الأول دراسة جامعية وماجستير ودكتوراه في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية وطرفها الثاني شاعرة مرهفة الحس صاحبة بيان وتجربة شعرية غنية".

        وأضاف: "إن في حياتها ثلاثة ملامح وهي دراستها، وموقفها أثناء الغزو الصدامي الآثم وهو موقف جسد شموخ الشعراء حين اليأس، أما الملمح الثالث فهو سعاد الصباح الزوجة التي أبت إلا أن تستذكر زوجها الشيخ عبد الله المبارك الصباح في كل موطن وعند كل موضع".

        وتخلل الحفل فقرات شعرية لكل من الشاعر وليد القلاف، والشاعرة نورة المليفي، والإعلامية أمل العبد الله إلى جانب قراءة تحليلية لشعر الشيخة د.سعاد الصباح ألقاه
د. عبدالله المهنا.

        ومن جانبها ألقت فدوى الطويل كلمة منتدى المبدعين توجهت فيها بالشكر إلى جميع الداعمين لمسيرة النجاح المتواصل في إحياء الأدب على رأسهم رئيس مجلس الوزراء وكل من الشيخة د.سعاد الصباح والشيخة باسمة الصباح على دعمها لمنتدى المبدعين منذ تأسيسه في 2001.