يعتبر نجاح مجلس الإدارة الجديد لرابطة الادباء الكويتية اخيرا تدشينا لمرحلة انتقالية نوعية في العمل والتخطيط ودعم الابداع والحريات ايضا، بعد مرحلة من التعثر في العمل والاهداف، حيث سيطرت، للأسف، على الرابطة رغبات وتوجهات مختلفة تماما عما كانت عليه في السابق. كانت هناك انشطة مكثفة بهدف ابراز رعاية بعض الافراد، الذين لم يكن لهم ذكر او يد في الادب والثقافة ككل، وقد كان ذلك فعلا محل انزعاج من الاخوة والأخوات الافاضل من اعضاء الرابطة، خصوصا من قلبهم على تاريخ الرابطة والحركة الثقافية. رابطة الادباء ذات التاريخ العريق منذ تأسيسها في عام 1964، يواجه مجلس ادارتها الجديد اليوم برئاسة الاخ الفاضل الدكتور خالد رمضان وعدد من الاخوة والأخوات الاعضاء الجدد تحديا كبيرا بحجم العهد الجديد، من اجل اعادة الدور الرائد للرابطة في تحرير الثقافة في الدولة من قيود، بعضها ربما من صنع المرحلة السابقة، حين سادت الاجندات الشخصية للبعض من اجل التقرب من وزير الاعلام الحالي، الذي لم يفطن لوفاة جلال الدين الرومي منذ عام 1273م، الى حين انطلقت موجات من السخرية في الاعلام الكويتي والعربي ايضا! بالمقابل، دخل من لا يستحق بوابة الاصدارات العريقة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب! لعل من ابرز تحديات اليوم مواجهة القيود المفروضة من وزارة الاعلام على حريات التعبير، بعكس المواد الواردة في دستور الدولة، مثلما عبر عنها خير تعبير الاخ الفاضل الروائي وليد الرجيب الحاصل على جائزة الدولة التقديرية اخيرا بدعوته الصريحة لوزارة الاعلام اثناء الحفل الرسمي الذي اقيم في يناير 2019، وبحضور وزير الاعلام، الى «اعادة النظر في الرقابة المفروضة على ابداعات الكويتيين، التي لم تعد تناسب هذا العصر ومنجزاته، ولا تناسب الطموح لكويت جديدة، وان ترفع القيد عن حق الاطلاع والمعرفة، لكي نرى من مواكب الاجيال القادمة مزيدا من الابداع والمبدعين لصنع طلائع المجتمع، ولكي يعود المجتمع الكويتي لطبيعته الاساسية تكريما للكويت ولشعبها» انتهى. ثمة مسؤولية كبيرة على مجلس الإدارة الجديد في معالجة العديد من الملفات، كالشكاوى في وزارة الشؤون ضد الرابطة، وان تتم صياغة لرؤية جديدة لتسهيل الانضمام للعضوية في الرابطة، علاوة على وضع برامج ثقافية ترسخ الحريات والمحافظة على انجازات ثقافية تاريخية. من المهم المحافظة ايضا على استقلالية القرار في الرابطة، من دون السماح لأي جهة بالتدخل في انشطتها، وانني على قناعة بقدرة وكفاءة اعضاء المجلس الجديد نحو تحقيق كل الآمال والتطلعات، خصوصا للشباب الباحثين عن نافذة للتعبير والإبداع وهم كثر. نجاح رابطة الادباء في مواجهة تحديات اليوم هو في الواقع نجاح لكل الداعمين لحرية التعبير واحترام الرأي الآخر، حفاظا على ماض متسامح جميل، ومستقبل زاهر يستوعب الجميع. اننا جميعا امام تحد عظيم في مواجهة نزعات .تستهدف اغتيال الحريات والإبداع.
رابط المقال