يَا نَغْمَةَ السِّحْرِ يَا قِيثَارَةَ الشَّجَنِ
رُدِّي عَلَى الجفن مَا أَذْهَبْتِ مِنْ وَسَنِي
يَا مَنْ عَلَى ثَغْرِهَا البَسَّامِ تُثْمِلُنِي
شفاهها الحمر أَوْ يَا لَيْتَ تَلْثُمُنِي
وَمَنْ بألحاظها تَخْتَالُ أُحْجِيَةٌ
إِنْ أَبْصَرَتْكَ فَمَا فِي النَّوْمِ أَنْتَ هَنِي
وَمَنْ إِذَا صَمَتَتْ فَالصَّمْتُ يُطْرِبُنَا
كَأَنَّمَا الصَّمْتُ نَايٌ مُطْرِبُ اللَّحَنِ
فَكَيْفَ إِن رَدَّدَتْ أَلْحَانَ أُغْنِيَةٍ؟
لَا الرُّوحُ تَبْقَى وَلَا شَيْءٌ مِن البَدَنِ
تقلب القلب عشقا في محاسنها
ولم تزل بسياط الصد تبعدني
والروح ذابت على أعتاب رؤيتها
فليت لو أنها بالوصل تسعفني
يا شوق قلبيَ يا سحري ورقْيته
من حرّ هجرك كاد الصد يصهرني
جُودِي عَلَيَّ بِوَصْلٍ كَيْ أَعِيشَ بِهِ
أَو مَوْعِدٍ فَلَعَلَّ الوَعْدَ يُطْفِئُنِي
قالت وقد بسمت والشعر ذوبها
لله در بيانٍ منك يسكرني
نعم لمثلك يصبو القلب يا رجلا
يشجي الخلي ويسلي صاحب الشجن
ثم استفاقت وقالت وهي محرجة
واحمر خد حكى لون الأصيل سني
وصلي عليك عسير لن تناوله
حتى ولو ذقت كاس السهد والوهن
فإن دونيَ إخواناً ذوو حسبٍ
وسمعة كبياض الثلج تعصمني
لملم قوافيك وارحل إنني امرأة
لو مال قلبي فلي دين يقوِّمني