§ إن الهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على مواطن الجمال الوجداني الإنشائي بعيدا عن منهجية علوم البلاغة.
§ قصيدة " طال ليلي يا أحبائي أو كما يطلق عليها يا سواد العين "[1] تتكون من عشرين بيتا، قسـّمتها على سبع لوحات فنية.
§ غربة نفسية مؤلمة تغتال أنسَ الأمير عبد القادر الجزائري، وتطفئ بصيصَ نور التفاؤل.
مقدمة
الأمير عبد القادر كان وما زال محل اهتمام الباحثين والدارسين في جميع المجالات وفي شتى الميادين؛ فلم يأفل نجم هذا الرجل إلى يومنا هذا، بل على العكس تماما ففي كل يوم يزداد نجمه بريقاً ولمعاناً وتألقاً.
شخصية مثل شخصية الأمير عبد القادر وفـّرت مناخا خصبا أيضا للمنظـّرين السياسيين، ومنحت استراتيجيات للعسكريين، وفتحت شهية النقاد.
والحق أن الرجل مثله مثل غيره من العظماء والمبرّزين لم يسلم هو الآخر من المشككين والطفيليين والمتسلقين والوصوليين، كل على حسب قراءته، وكل على حسب نيته([2]).
كثيرة هي القراءات الجادة والبناءة التي تناولت الأمير بأمانة علمية وبحسن نية ووفق ضوابط ومعايير بحثية، والنزر القليل من القراءات التي لا يعوّل عليها تناولت الأمير بشيء من القسوة ومن زوايا ضيقة الأفق. لا نريد أن نسيء النية، بل حسن النية يدعونا إلى أن نعتنق مثل هذه العبارة وهي (قد يكون الأمر التبس على أصحاب مثل هذه القراءات). كما أننا نؤمن جد الإيمان بأن الأمير في النهاية أنما هو إنسان ليس معصوما عن الخطأ وأن الكمال لله وحده عزّ وجلّ، ويبقى الأمير عبد القادر الجزائري رمزاً عظيما، وسيرة خالدة، وشخصية فذة.
إن في هذا الزخم من الدراسات والبحوث، دائما وأبدا نسأل ما الجديد الذي سوف يقدم، لقد سئمنا التكرار والاعتماد على آراء الغير؛ فلابد من رأي مغاير وجديد؛ لذا ارتأيت أن أقرأ هذه القصيدة قراءة وجدانية دافئة، مليئة بالمشاعر الفياضة والتحنان المتدفق، بعيدا كل البعد عن التكلف والصنعة، لقد آن الأوان أن يكون لنا رأي؛ فإلى متى نستنجد برأي الآخرين، إن جزئية جديدة واحدة، وفكرة صغيرة نادرة تعتبر إنجازا في خضم الدراسات المتكررة التي ملأت خزانات المكتبات العامة والخاصة.
الهدف
إن الهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على مواطن الجمال الوجداني الإنشائي بعيدا عن منهجية علوم البلاغة (علم المعاني، علم البيان، علم البديع)، وعلوم اللغة (علم الأصوات، علم الصرف، علم النحو، علم الدلالة، علم الإشارة)، إنما نريد أن نستشف ذلك الحزنَ العميقَ في نفس الأمير، ونستكشف ذلك الإنسانَ العطوف الحنون وننهل من حبه الصادق في ثنايا أبيات قصيدته، ونستشعر بدفء إحساساته تجاه الآخرين، ونتعرف على ذلك الأخ و ابن العم و الحبيب والصديق في شخص الأمير، " فليست الكلمات أو الألفاظ في بساطتها أو جلالها هي المحك، وإنما الجمال يبدو في تلك الطاقة والعاطفة والحركة التي يسبغها الشاعر عليها فهي التي تحدد قيمتها "([3]).
تمهيد
منذ أن تمت مبايعة([4]) الأمير عبد القادر وهو في سن الخامسة والعشرين، حمل هموم شعبه وأصبح مسؤولا[5] عن رعية تتوسم به خير منقذ من شر المستعمر الفرنسي؛ فهي ليست بالسن الكبيرة، إن هذه المسؤولية أمانة في عنقه فإما أن يكون أو لا يكون! وكيف يكون وقد شحت الموارد، وقلت الحيلة، وتكالبت عليه الظروف لتنهش من لحمه الغض؟!
القصيدة
قصيدة " طال ليلي يا أحبائي أو كما يطلق عليها يا سواد العين "[6] تتكون من عشرين بيتا، قسـّمتها على سبع لوحات فنية: اللوحة الفنية الأولى: تضم ثلاثة أبيات، و اللوحة الفنية الثانية: تضم أربعة أبيات، واللوحة الفنية الثالثة: تضم ثلاثة أبيات، واللوحة الفنية الرابعة: تضم ثلاثة أبيات، واللوحة الفنية الخامسة: تضم بيتين اثنين، واللوحة الفنية السادسة: تضم ثلاثة أبيات، واللوحة الفنية الأخيرة تضم: بيتين اثنين.ويرجع هذا التقسيم إلى تجانس الأبيات وحسن الانتقال الوجداني وللأمير أيضا " بعض القصائد التي لعبت اللغة دورا هاما في إضفاء مسحة فنية جمالية، لغة تتميز بإيحائية تصويرية تبرز الذات في كل لفظة من ألفاظها، ومن ذلك قصيدته (أرض بطيف خيال) التي يصور فيها الشاعر لواعج نفسه وهموم قلبه وما يعانيه من ألم البعد والفراق عن أحبابه "[7]. ثم الخاتمة التي خصصتها لأولى الصحف والجرائد التي نعت وفاة الأمير. وبعد ذلك الإحالات وثبت المصادر والمراجع.
كان الاعتماد الأكبر في قراءة هذه القصيدة على الوجدان، وفي النادر الغالب اعتمدت على المصادر والمراجع.
اللوحة الفنية الأولى
يطلق الأميرُ في هذه اللوحة الفنية النداءَ تلو النداء، نداءٌ يركب فيه الأشياءَ الجميلة فيضيفها إلى ما هو أجملَ منها، نداءٌ يستدعي به حاجة روحية، أو قل هو أنينُ رجل غمرتـُه مشاعرُ دافئة تجاه أهله وأقاربه وأصدقائه الذين رحلوا عنه وفارقوه إلى ديار المغرب؛ فرأى فيهم أغلى شيء في الأشياء، فأغلى من العين هو سوادُ العين، وما فائدة الجسد بلا روح، والأرض تختال ضاحكة في فصل الربيع، وماذا بعد بيوت عزيزة طويلة قوية يدخرها المرءُ لوقت الحاجة إليها. إن في وجودهم قربَ الأمير يراهم يوميا ويتحسسُهم بحرص الأب المعيل سعادة ٌلا نظير لها، ولكن شاءت الأقدارُ أن يرحلوا عنه ويتركوه وحيدا متقوقعا بذكراهم العطرة، هو بذلك يرمي اللومَ على الدهر شاكيا متبرما حيث يقول:
- يا سوادَ العينِ يا روحَ الجسدْ.. يا ربيعَ القلبِ، يا نِعمَ الســـــندْ[8]
- كنتَ لِي قرّة َعينٍ وبـــــــــها.. هـامَ قـلـبي لا بمالٍ و ولـــــــــدْ[9]
- فـرمَى الدهرُ بعيني أسهـــماً.. مــذ ْنـأيْـتـُمْ لا أرى فيـها أحــــدْ[10]
اللوحة الفنية الثانية
في هذه اللوحة يصف الأميرُ الحواسَّ بشكل متناهٍ ودقيق، فهو يبث الشكوى، ويذرف دموعَ الحزن والألم، لئن نفدَ الصبرُ عند الأمير؛ فإن الشوقَ والحنينَ واللهفة على فراق الأحبة مازال مشتعلا في أعماق الأمير، لقد حرقت شمسُ الفراق كلَّ ربيع مخضر في روض الأمير، ووهن العـَظـْمُ منه، فلم يعد يقوى على تحمل هذا البعد، لئن كان الأميرُ فارسا مغوارا جلدا صلبا في أرض المعركة صنديدا لا يبارى أمام الأعداء، فهو في الوقت ذاته أبٌ عطوفٌ وأخٌ حنونٌ وابنُ عم حريصٌ على أواصر الدم واللحمة الأسرية الشريفة، وكلُّ هذا رسمته أناملُ الأمير الرقيقة في لوحة فنية نابضة بدفء المشاعر قائلا:
- أ يـروقُ الـطـرفَ شيءٌ بـعـدَكـمْ؟!.. لا وربِّ البـيـتِ في هـزْلٍ وجـدْ[11]
- مـذ ْتـرحـلْـتـُمْ أذبـتـُم مهجــــــتي .. ودمـوعـي فـائـضاتٌ من كـــمدْ[12]
- فنيَ الصـبرُ ولـم يفـنَ الجــــوى.. ما أراه فانياً حــــتـَّى الأبـــــــــدْ[13]
- و ذوَى مــا كـان رطـبـاً يانــعـاً.. و وهـَى العَـظـْمُ ولم يـبقَ الجـلـدْ[14]
اللوحة الفنية الثالثة
غربة نفسية مؤلمة تغتال أنسَ الأمير عبد القادر الجزائري، وتطفئ بصيصَ نور التفاؤل، إنه ليلٌ طويلٌ لا ينجلي، ورتابة مملة بائسة، ولحظاتٌ يائسة تستعمر حياة الأمير، فيعيش وحيدا كئيـبا، فهو لا يظهر ما في نفسه من غم وهم لأنه لا يريدُ أن يـَشغـلَ الناسَ بهمومه وذلك إحساس منه بأن لكل إنسان همومَه ومشكلاتـِه؛ فالأميرُ لا يريدُ أن يـَشغـلَ الناسَ بهمه رحمة وشفقة بهم، ولكن حزنَ الأمير ومعاناتـِه لا يعلمُ بها إلا علام الغيوب الذي يعلم السر وأخفى، وفي هذا يضمـِّـنُ الأميرُ تلك الحالة النفسية المزرية لوحة ًسوداوية مأساوية قاتمة قائلا:
- مـذ ْتـواريـتـُم تـوارىَ فــرحــي.. مـا يسـرُّ القـلـبَ فـي أخـذٍ و ردْ[15]
- فـحـياتي بعـدَكــمْ مـذ ُغبــــــتـُمُ.. مـن مـجازٍ مـرسلٍ عـندي يـُعـَدْ[16]
- طـــــــــال ليلي يا أحبـَّايَ، ولا .. يعلـمُ الحالَ سوى الفردِ الصمدْ[17]
اللوحة الفنية الرابعة
يعودُ الأميرُ إلى المناجاة مرة أخرى، مناديا أخاه سعيدا الذي يرى فيه توأمه الروحي، وينادي أخاه مصطفى الذي يراه بلسما شافيا لداء الاغتراب الذي أخذ من الأمير كلَّ مأخذ، ثم ينهارُ الأميرُ أمام حب الحسين مكررا شوقـَه لرؤيته، فمهما انفعلت أو تأثرت جوارحُ الأمير إلا أنه في آخر المطاف رجلٌ مؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن ماذا يملك الأميرُ أمام قلب كسير لا يقوى على فراق الأحبة، وهو هنا يستحضرُ لنا صورة النبي صلى الله عليه وسلم حينما توفي ابنه إبراهيم قائلا: " إن العين تدمع و القلب يـَحـْـزَن ولا نقول إلا ما يـَرْضـَي رَبـُّنا وإنا بفراقك يا إبراهيمُ لمحزونون "[18]. وهذه الصورة حاول الأميرُ أن يحرِّكـَها من ركود الحزن والألم إلى روح الشوق والحنين قائلا:
- كـم أنـادي حـين يـبدو صبحُهُ.. يـا سعيدٌ؟! هـل خيالٌ لـي يـَـرُدْ؟!
- فـَتـَرُدُّ الروحُ للجســــــم ويــا.. مصـطـفى، هل من دواءٍ للكمدْ؟!
- شاقني حبُّ الحسينِ شاقني .. ما لحـكـمِ اللـهِ في القلـبِ مـردْ[19]
اللوحة الفنية الخامسة
تبدو حالة اليأس واضحة جلية في نفس الأمير عبد القادر الجزائري، فها هو يتساءل بحرقة ومرارة مستنكرا عودة الحياة إلى روحه بعد أن فارقه الأحبة ولم يبق له سوى ذكرى من السكنات واللمسات يستشعرها في وجدانه، تبعث فيه أمل اللقاء بين الفينة والأخرى، إن مجردَ طيف الذكرى يعيد للأمير إنسانيتـَهُ الدافئة، وتينع روحـُه في بستان النضارة والجمال الذي يتراءى له في وجه الأحبة، ويَـبـَضُّ جسدُه بعنفوان الشباب العائد بذكرى الأحبة، وكلُّ هذا يصورُه لك في بيتين اثنين قائلا:
- هل يجـودُ الدهـرُ من بعـد النوى.. باقترابٍ ؟! يحيي ميتاً لم يعـــــــدْ[20]
- فـــإذا لـي تـمَّ مـا أمَّلـْــــــــــتـُه .. عــاد إنـسـانـي وروحـِي للجــســـدْ
اللوحة الفنية السادسة
وتهفو نفسُ الأمير عبد القادر الجزائري لذوي القربى تيمنا بقوله تعالى: " وذي القربى.. "[21] – ولاسيما - أبناء عمومته الذين هم من صلبه ونسله، ليقـرَّ صلة الرحم، وهو بذلك يعلم جدَّ العلم إن عزوة المرء إنما بأهله وأقاربه، ويختزلُ كلَّ حبه وشوقه ومشاعره تجاههم بثلاث كلمات (أنتم: ذخري وكنزي والسند)؛ فلا أبلغُ من هذا الذي جادت به قريحـة الأمير الطاهرة، والأميرُ هنا يـَبـْسِطـُ راحتيـْه الكريمتيـْن مصافحا أقاربـَه طالبا منهم النصرة والعون قائلا:
- يا ذوي القربى ! قريباً من أبٍ.. أنتمُ ذخري وكـنزي والســندْ[22]
- ليَ كونـُوا مثلما كان الأولى.. سلفـُوا لي أهــلَ سعـي ٍلا يـُــردْ
- فــإذا ما أقبلتْ فلتبذلــــــــوا.. وإذا ما أدبـرتْ فـارْضـُوا بـودْ[23]
اللوحة الفنية الأخيرة
ويتسامى الأميرُ فوق آلام الوحدة، ويسدل الستار على نفحة مشاعره التي أيقظت كل ساكن فيه، وتاقت روحـُه إلى أخوته وأبناء عمومته ليضفيَ عليهم تلك الإحساسات الدافئة، حبٌ وسلامٌ أبديٌ إلى أحبابه الذين بعـدوا عن روحه وجسده وتركوه في محنة الاغتراب؛ فحبُّ الأمير لا يخفت و لا يتغيرُ ولا يضعفُ أبدا، بل دائمَ التدفق والعطاء إلى ما لا نهاية، وحبُّ الأمير لا يقفُ عند أشخاص معينين، بل يشملُ كلَّ الأحبة في أي مكان وزمان، فالأميرُ هنا حتى في حبه كان منصفا لا يمـيـِّز أحدا على أحد، حبٌ ينحـني به ويعطـفـُه على كلِّ الأحبة، وهذا ما أقـرَّه في ختام هذه القصيدة قائلا:
- وعليكـــمْ من ســــلامٍ صــيبٍ.. طيـِّبٍ يترى إلى غــير أمــــــدْ[24]
-يشـمـلُ الأحبابَ أنـَّى قد ثووا.. كـلُّ حـُبٍّ لي هـو الصنـْوُ الأودْ[25]
النتيجة: مما لا شك أن الشكوى تكشف لك مواطن الضعف في الإنسان، والأمير لم يكن ضعيفا يوما إلا في حبه لأهله وأقاربه وبني قومه؛ فحينما رحلوا عنه ظلت ذكراهـُم عالقة في فؤاده، وصورُهـُم ماثلة أمام ناظريـْه، وهو بذلك قد جعل من الليل صديقا حميما ورفيقا مخلصا لا يبخل عليه في الوقت الطويل الممتد، ليعيش معهم ويستحضرهم بخياله وكـأنهم بالقرب منه، وحين تـتـبخر هذه اللحظات ويوقن الأميرُ بالحقيقة؛ يـبادره اليأسُ مرة أخرى فينعكس على شعره، إنه يختزلُ مشاعرَ الاغتراب – وإن كان في بلده وبين قومه – لينثرَها دافئة ذات شجن تقشعر الجلودُ حين سماعها.
الخــاتــمة
جاء في كتاب " التواصل الثقافي بين الجزائر وتونس "[26](6) خبر وفاة الأمير عبد القادر على النحو الآتي: " عندما توفي الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري في سنة 1883، لم يمض على احتلال تونس من طرف الاستعمار الفرنسي سوى عامين فقط، وكانت جيوب المقاومة ما تزال تناضل في بعض الجهات لدفع الاحتلال وإبعاده شبحه وتحدي المستعمر رغم توقيع معاهدة الحماية من طرف باي تونس. وفي هذا الجو المشحون بالحزن والدماء والتوتر، نشرت الجريدة الوحيدة في تونس، وهي جريدة (الرائد التونسي) التي كانت تصدر تحت رقابة سلطات الاحتلال خبر نعي المجاهد الجزائري بعد خمسة أيام من وصول الخبر عبر التلغراف. ذلك أن وفاة الأمير عبد القادر كانت يوم الأحد 20 رجب 1300 هـ، الموافق الخامس عشر من شهر ماي 1883 م، وكان نشر الخبر يوم الخميس 24 رجب، الموافق للتاسع عشر من شهر ماي 1883 م، وهو الموعد الأسبوعي لصدور الجريدة، أي أن خبر الوفاة صدر في أول عدد منها بعد الوفاة مباشرة.. ووضع تحت عنوان (نزيل دمشق وفقيدها)، وصيغ صياغة توحي بالأسف والتفجع على فقده مع وصف للجنازة وتنويه بمقام الفقيد، وإشارة إلى مشاركة قنصل فرنسا بدمشق حفل التشييع.. لئن لم تشر الجريدة إلى محرر الخبر فإن مما لاشك فيه أن محرره هو محرر الرائد آنذاك وهو الحاج حسن لازاغلي الجزائري الأصل الذي لا شك أنه يعرف مكانة الفقيد، فصاغ الخبر صياغة أدبية يغلب عليها السجع والاقتضاب والدقة في وصف مآثر الأمير وخصاله الأدبية والعلمية والسياسية إذ يقول الخبر: " في يوم الثلاثاء الماضي الثاني والعشرين من رجب الأصب فاجأتنا الأنباء التلغرافية بما لا راد له ولا ملجأ لأحد منه، أمر محتوم، وطائر حول كل ابن أنثى يحوم، من انتقال علم المروءة والشجاعة والديانة، والعلوم والكرم والأمانة، المولى الأمير الجليل السيد عبد القادر الجزائري. وفي يوم الأحد الفارط شيع جنازته أكرم الله نزله السواد الأعظم من الأهالي، البالغ عددهم نحو الستين ألف نفس، ما بين وجهاء القوم وأصحاب المناصب الرفيعة والخطط العالية. وكان جناب قنصل فرنسا أمام جنازة الفقيد "[27].
وينقل لنا خبرا آخر قائلا: " بعث إلينا الحازم المصيب، والبارع الأديب، ذو الرأي الحصيف، المبرز في صناعة التأليف، الشهم الأعز المنتخب جناب الموسيو ماشويل، رئيس إدارة المعارف التونسية برسالة غراء تضمنت رثاء المقدس المبرور السيد عبد القادر الحسني فأجاد وأفاد وإليك نصها:
لا يملك الطـرب المحـزون منطقه... ودمـعه وهـما فـي قـبضـة الطــرب
غدرت يا موت كم أفنيت من عدد... بـمن أصـبت وكـم أسكـت من لجـب
تعـثرت به فـي الأفــواه ألســــنها... والبرد في الطرق والأقلام في الكتب
قد أغرق خبر وفاة الأمير الحاج عبد القادر جميع الأنام في الأحزان، وهطلت بالدموع عند سماعه الأجفان، وأسبل على الوجوه غطاء الأشجان، فقد سار إلى رحمة ربه من شاع صيته في جميع الآفاق، بسبب سطوته وبإيفائه الوعد وحسن الأخلاق، وكانت الناس قاطبة تستعظمه وتوقره، كما يوقر كل من كان ذا همة عالية وأراد الخير لبلاده، ولم يفعل ذلك طمعا في حب الدنيا ويخفق قلب كل شخص فرنساوي عند نطق اسم ذلك السيد لأنه يتفكر تلك الحروب الشديدة الواقعة بين آبائه وهذا البطل الصنديد الذي قاتلهم بشهامة ما دام موقنا أن الله ناصره بالقتال ويتفكر أيضا إنجازه الوعد من اليوم الذي ظن فيه أنه تعالى ينهاه عنه وكذلك يتذكر شجاعته لما أجار بدمشق خلقا كثيرين من النصارى "[28].
وأخيرا نذكر هذا النعي: " كنا نشرنا بالعدد الفارط ما حمله إلينا السلك البرقي مكن نعي الأمير الجليل السيد الأمير عبد القادر الحسني، ولعمري لأنها لرزية ألبست منار الشجاعة حدادها، وبلية قدحت على علم العلم والفضل زنادها، وخطوب تركت كؤوس الشجن تدار، على جهابذة المدن والأقطار، فحق للعيون أن يهطل صبيبها، والقلوب أن يسعر لهيبها فيا أسفا وهل يقضي الأسف دين التلف. كان برد الله ثراه من الراسخين في العلم، طويل الباع في الفقه والحديث والنحو وعلوم شتى. أما القريض فهو قائده من عنانه، ومبدع أحكام بيانه، وله قصائد بديعة الإنشاء تصرف في سبك معانيها بما شاء، فمن ذلك قصيدة حماسية:
فـنـحــن أكــالـيل الهـدايـة والعـــلى.. ومن نشر علياهم أولي المجد قد طوى
ونـحــن لــنا ديــن ودنــيا تـجــمعا.. ولا فــخــر إلا مــا لــــنا يــرفع اللوا
مــناقــب مـخــتاريــة قــادريــــــــة.. تـسامــت وعــباســــية مجدها احتوى
فإن شـئت علــما تلقـني خـير عـالم.. وفي الروع أخباري غدت توهن القوى
لـنا سفن بحـر الحـديث به جـــرت.. وخاضت فطاب الورد ممن به ارتوى
وإن رمت فقه الأصبحي فعج على.. مـجــالســنا تـشــهـد لـداء الـعــــنا دوا
وإن شـئـت نحـوا فانحـنا تلق ماله.. غدا يذعن (البصري) زهـدا بما روى[29] (9)
المصادر والمراجع
عنوان الكتاب: الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه
اسم المؤلــف: الأستاذ عبد الرزاق بن السبع
دار النــــــشر: مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري
الطــبعــــــــة: 2000
عنوان الكتاب: الأمير عبد القادر ملحمة الحكمة.
اسم المؤلــف: مجموعة مؤلفين.
دار النــــــشر: منشورات زكي بو زيد الجزائر
الطــبعــــــــة: 2007
عنوان الكتاب: تعريف الخلف برجال السلف
اسم المؤلــف: الشيخ أبو القاسم محمد الحفناوي
تــقــديـــــــــم: أ.د محمد رؤوف القاسمي الحسني
دار النــــــشر: الأنيس، سلسلة العلوم الإنسانية
الطــبعــــــــة: 1991
عنوان الكتاب: التواصل الثقافي بين الجزائر وتونس
اسم المؤلــف: محمد صالح الجابري
دار النــــــشر: دار الحكمة – الجزائر
الطــبعــــــــة: 2007
عنوان الكتاب: ديوان الشاعر الأمير عبدالقادر الجزائري
اسم المؤلــف: الأمير عبد القادر الحسني الجزائري
جمع وتحقيق: الدكتور العربي دحو
راجعــــــــــه: الدكتور محمد رضوان الداية
دار النــــــشر: مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري
الطــبعــــــــة: 2000
عنوان الكتاب: عقد الأجياد في الصافنات الجياد
اسم المؤلــف: الأمير محمد بن الأمير عبد القادر الجزائري الحسني
دار النــــــشر: المكتب الإسلامي بدمشق
الطــبعــــــــة: 1963
عنوان الكتاب: المعجم الوجيز
اسم المؤلــف: مجموعة مؤلفين
دار النــــــشر: مجمع اللغة العربية - القاهرة
الطــبعــــــــة: 2004
[1] - انظر: الأمير عبد القادر – ملحمة الحكمة ص 20، وقد ذيلت بالآتي: " ذهب أهل الأمير وأصحابه أغلبهم إلى المغرب في سنة 1843، فكتب بهذه المناسبة القصيدة المشهورة (يا سواد العين) ويذكر فيها بالخصوص إخوته الثلاثة: سعيد ومصطفى وحسين.
[2] - راجع مداخلتنا في فعاليات الندوة الدولية حول موضوع (البيعة دلالات وأبعاد) المنعقدة بالجزائر العاصمة يومي 2 و3 فيفري 2010، بعنوان " التصوف ودروه في التراكيب اللغوية لدى الأمير عبد القادر الحسني الجزائري ".
[3] - انظر: كتاب " الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه "، للأستاذ / عبد الرزاق السبع، ص 299.
[4] - نص البيعة: " نص عقد البيعة العامة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل نصب الإمام من مهمات الدين لتصان به النفوس والأموال وتجتمع كلمة المسلمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
لقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله يحمي بالسلطان مالا يحمي بالقرآن، هذا في الزمان الذي فاض فيه العدل، ونضب فيه الجهل، فما بالك بالزمان الذي كثر فيه الباطل وانتشر وخفي فيه الحق ولم يظهر له أثر حتى أن أعداء الله الكافرين ملكوا كثيرا من بلاد الإسلام وتشتت الكلمة واختل النظام ولم يجد الناس لقتالهم سبيلا. ولا يكون للجهاد دليلا، فلجأوا إلى الله تعالى وسألوه أن ييسر لهم من يقوم بأمر دينهم، فما وجدوا من تتفق عليه كلمة أهل الحل والعقد سوى السيد محيي الدين بن مختار بكماله وكثرة ما عنده من الأعوان والأنصار فطلبوا منه أن يبايعوه على السمع والطاعة، واعتذر إليهم لكبر سنه. فأتاه بعض من علماء غريس، وهم من الصالحين، فقالوا له:" إن أولياء الله تعالى قد اتفقوا على نصب ولدك ـ عبد القادر ـ لنصر دين الله، ورأى أن ولده مستعد لهذا الأمر، ووافقهم على نصبه ونصرته لكونه ذا حزم وعزم وشجاعة وعقل سليم، فاجتمع أهل الحل والعقد وبايعوه من غير طلب منه.فحضر للبيعة جميع أهل غريس وأعلنوا جميعا بطاعته ونصرته والرعاية له، بحيث إنهم يحمونه بما يحمون به أنفسهم وأموالهم، وأن ينصروه نصرا مؤزرا، واتفق علماء الإقليم على بيعته وطاعته ولم يخالف منهم أحد، وهم في حال طوعهم واختيارهم فعلى من بايع أن يبذل جهده في نصرته وعضده لقول الصادق الأمين:" الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ".وحضر ما ذكر من العلماء، السيد محمد بن حواء بن يخلف، والسيد محمد بن عبد الله المشرفي، والسيد عبد الرحمن بن الحسن الدحاوي، وكافة أبناء سيد أحمد بن علي وجميع علماء غريس وأشرافهم، لهذه البيعة، وحضر كاتبه، محمد بن عبد القادر، عامله الله بلطفه.
في رجب 1248 هـ الموافق ل 27 نوفمبر 1832 م
[5] - جاء في ترجمته بكتاب " تعريف الخلف برجال السلف لأبي القاسم الحفناوي ": وفي سنة 1248 بايعه أهل الجزائر وولوه القيام بأمرهم، وذلك بعد أن طلبوا مبايعة والده فاعتذر عن قبولها، فلما ألحوا عليه أشار عليهم بمبايعة ولده المشار إليه لما رأى منه من كفاءة بما يتعلق بهذا الأمر الجلل، ولما اشتمل عليه من الأوصاف الجميلة التي تجعل النفوس الأبية خاضعة له ومنقادة إليه.. فلما بايعوه قام بالأمر في تلك الأقطار، وأحسن السياسة في رعيته مقتفيا آثار أسلافه السادة الأدارسة الذين كانوا ملوكا في المغرب الأقصى و الأوسط والأندلس، فتمكن حبه في قلوبهم وبذلوا نفوسهم في طاعته وامتثال أمره، وفي مدة إمارته ضرب سكة نقود سماها المحمدية، وأنشأ معامل للأسلحة و الأدوات الحربية وملابس للجند، وظهرت منه شجاعة خارقة للعادة، تحدث بها القاصي والداني، ودونها أصحاب التواريخ وكان يتقدم الجيش بنفسه ولا يبالي " 2/ 140.
[6] - انظر: الأمير عبد القادر – ملحمة الحكمة ص 20، وقد ذيلت بالآتي: " ذهب أهل الأمير وأصحابه أغلبهم إلى المغرب في سنة 1843، فكتب بهذه المناسبة القصيدة المشهورة (يا سواد العين) ويذكر فيها بالخصوص إخوته الثلاثة: سعيد ومصطفى وحسين.
[7] - انظر: كتاب " الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه "، للأستاذ / عبد الرزاق السبع، ص 298 و 299.
[8] - سواد العين: حدقة العين (ساد)، باب السين فصل الألف والدال، معجم الوجيز ص 327.السند: الاعتماد والعون (سند)، باب السين فصل النون والدال، الوجيز ص 325.
[9] - قرة عين: السرور والرضا (قرّ – قـَرَر)، باب القاف فصل الراء والراء، الوجيز ص 496.هام: شغف حبا (هام)، باب الهاء فصل الألف والميم، الوجيز ص 657. (لاح قلبي) في نسخة تحفة الزائر في تاريخ الجزائر ولأمير عبد القادر، انظر: الديوان ص 95.
[10] - نأيتم: بعدتم (نأى)، باب النون فصل الهمزة والألف المقصورة، الوجيز ص 598.
[11] - يروق: يـُعجب (راق) باب الراء فصل الألف والقاف، الوجيز ص 282.الطرف: تحرك الجفن والعين (طرف)، باب الطاء فصل الراء والفاء، الوجيز ص 389.هزل: مزح من المزاح أي اللعب والضحك (هزل)، باب الهاء فصل الزاي واللام، الوجيز ص 649.جـدّ: عكس الهزل وهو الاجتهاد بالأمر أو الموضوع (جد – جدد)، باب الجيم فصل الدال و الدال، الوجيز ص 94.
[12] - أذبتم: أتعبتم وأضعفتم (ذاب)، باب الذال فصل الألف والباء، الوجيز ص 247.مهجتي: المهجة من كل شيء خالصه وهي دم القلب ما يعني أغلى شيء في الأشياء (امتهج – مهٍ – مهج)، باب الميم فصل الهاء والجيم، الوجيز ص 593.فائضات: الامتلاء حتى الطفح (فاض)، باب الفاء فصل اللف والضاد، الوجيز ص 486.كمد: الحزن الشديد المكتوم (كمد)، باب الكاف فصل الميم والدال، الوجيز ص 541.
[13] - فنى: انتهى وجوده (فنى)، باب الفاء فصل النون والألف المقصورة، الوجيز ص 482.الجوى: شدة العشق والحزن (جوى)، باب الجيم فصل الواو والألف المقصورة، الوجيز ص 128. (قد فنى صبري) في نسخة تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبدالقادر، وفي نسخة الأمير محمد باشا ابن الأمير عبدالقادر، انظر الديوان ص 95.
[14] - ذوى: بمعنى ذبل ويبس وضعف (ذوى)، باب الذال فصل الواو والألف المقصورة، الوجيز ص 248.يانعا: المخضر والثمر الناضج (ينع)، باب الياء فصل النون والعين، الوجيز ص 687.وهى: ضعف (وهى)، باب الواو فصل الهاء والألف المقصورة، الوجيز ص 683.الجلد: الصلب القوي (جلد)، باب الجيم فصل اللام والدال، الوجيز ص 110. (وانزوى) في نسخة تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبدالقادر، وفي نسخة الأمير محمد باشا ابن الأمير عبدالقادر، انظر الديوان ص 95.
[15] - تواريتم: استتر (ورى)، باب الواو فصل الراء والألف المقصورة، الوجيز ص 666.
[16] - مجاز مرسل: (مجاز) المعبر (مجاز مرسل)، في علم البيان من علوم البلاغة هو: استعمال اللفظ في غير دلالته المشهورة لعلاقة ما، ويقابل الحقيقة (جاز)، باب الجيم فصل الألف والزاي، الوجيز ص 127.
[17] - (يا أحبائي) في نسخة تحفة الزائر، انظر الديوان ص 96.
[18] - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا قُرَيْشٌ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ". رَوَاهُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . انظر: صحيح البخاري – فهرس الجنائز. المصدر إلكتروني.
[19] - شاقني: الاجتذاب والحب والرغبة (شاق)، باب الشين فصل الألف والقاف، الوجيز ص 355. مرد: الرجوع (رد – ردد)، باب الراء فصل الدال والدال، الوجيز ص 260. (في الخلق)، في نسخة تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبدالقادر، وفي نسخة الأمير محمد باشا ابن الأمير عبدالقادر، انظر الديوان ص 96.
[20] - يجود: السخاء والعطاء والكرم (جاد)، باب الجيم فصل الألف والدال، الوجيز ص 125.
النوى: البعد (نوى)، باب النون فصل الواو والألف المقصورة، الوجيز ص 641.
[21] - قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ" (البقرة-83). وقال تعالى: "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا" (النساء-36). و قال تعالى: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا" (الإسراء-26).
[22] - ذخري: الجمع والحفظ لوقت الحاجة إليه (خذر)، باب الذال فصل الخاء والراء، الوجيز ص 243.
[23] - أدبرت: أعرضت وذهبت (دبر)، باب الدال فصل الباء والراء، الوجيز ص 220. بود: (ود) أحبه بحب (ود – ودد)، باب الواو فصل الدال والدال، الوجيز ص 663
[24] -.يترى: من التواتر واحد تلو الآخر (وتر)، باب الواو فصل التاء والراء، الوجيز ص 659.أمد: الغاية والنهاية (أمد)، باب الهمزة فصل الميم والدال، الوجيز ص 24. جاء في الديوان ص 96، هامش 3 " صيب: ثابت، دائم، ويترى: يتوالى، يتتابع.
[25] - ثووا: أقاموا واستقروا (ثوى)، باب الثاء فصل الواو والألف المقصورة، الوجيز ص 89.الصنو: المثيل والنظير (صنو)، باب الصاد فصل النون والواو، الوجيز ص 372.الأود: العطف والانحناء (أود)، باب الهمزة فصل الواو والدال، الوجيز ص 29. جاء في الديوان ص 96، هامش 4 " ثووا: ثبتوا واستقروا، والصنو يطلق على الأخ الشقيق ".
[26] - كتاب التواصل الثقافي بين الجزائر وتونس تأليف: محمد صالح الجابري.
[27] - المصدر نفسه ص 77 و 78.
[28] - المصدر نفسه ص 81 و 82.
[29] - المصدر نفسه ص 85 و 86.