انطلقت فعاليات معرض الكتاب الصيفي برابطة الأدباء الكويتيين، بمشاركة 24 دار نشر محلية، وبحضور جماهيري كبير يعكس حالة التشوق للفعاليات الثقافية، التي توقفت نتيجة جائحة كورونا.
افتُتح معرض الكتاب الصيفي برابطة الأدباء الكويتيين، بحضور راعي المعرض وأحد مؤسسي الرابطة الكاتب فاضل خلف، الذي حرص على مشاركة الوسط الثقافي فرحته بعودة الفعاليات الجماهيرية، رغم ظروفه الصحية.
وفي تصريح لـ"الجريدة"، أعرب خلف، بكلمات مقتضبة، عن سعادته بحضور تلك الفعالية، وعن اعتزازه بتكريمه من قبل الرابطة، بأن تكون الدورة الحالية تحت رعايته، مؤكدا أن شعوره لا يُوصف حين يجد نفسه في محفل ثقافي وسط الجمهور وزملائه من الكُتاب والمبدعين.
من ناحيته، قال م. حميدي المطيري، أمين سر رابطة الأدباء، إن الإقبال الرائع على المعرض كان متوقعا، فالجمهور متشوق لمثل هذه الفعاليات منذ أن غيبتها الجائحة، مشيرا إلى أن دور النشر أيضا تسارعت إلى التسجيل في المعرض، حتى تم إغلاق باب المشاركة في اليوم الأول، نظرا للإقبال الكبير من أصحاب تلك الدور، والذين افتقدوا المعارض لأكثر من عام ونصف العام، وكان لذلك تأثير كبير عليهم ماديا ومعنويا.
كتب الأطفال
وأكد المطيري أن المعرض حرص على مشاركة متنوعة بين دور النشر، فمنها الدور القديمة صاحبة التاريخ والمؤلفات المهمة، ومنها الدور الجديدة، التي تحتاج إلى التشجيع والدعم، كما كان هناك حضور مخصص لدور نشر كتب الأطفال، لأنها شريحة مهمة ومستهدفة بقوة للتثقيف والتوعية، وهو ما يبرر حضور العديد من الأهالي بصحبة أطفالهم، في مظهر ثقافي جمالي رائع، حرصا على تعليم أبنائهم حب القراءة والكتب.
وأشار إلى تنظيم 20 حفل توقيع للإصدارات الجديدة بحضور الكُتاب، على هامش فعاليات المعرض، الممتدة على مدار أسبوع، بداية من أمس الأول حتى السبت المقبل، من 5 إلى 8 مساء يوميا، بما في ذلك يوم الجمعة.
حفل توقيع
وعلى هامش المعرض، وقَّعت عضو مجلس إدارة الرابطة الكاتبة جميلة سيد علي، على مؤلفها الجديد، بالقاعة الرئيسة للمهرجان.
وأعربت جميلة لـ"الجريدة" عن سعادتها التي لا توصف بعودة المعرض، وتوقيع روايتها الجديدة (حرب الزهور)، التي صدرت قبل أسبوع فقط، وقالت: "أشعر بالبهجة العارمة، ليس فقط كوني أديبة عادت إليها الروح بعودة الحياة الثقافية، لكن لأني أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمعرض، الذي أدخل هذا الكم من الألفة والتفاؤل على الحضور ومحبي القراءة والثقافة، وهي رسالتنا الحقيقية في رابطة الأدباء، حيث الاعتناء بالحياة الثقافية، حتى تكون مزدهرة ودائمة".
من جهتها، قالت أحد أعضاء الرابطة الكاتبة إيمان العنزي، التي تشارك في المعرض بثلاثة من مؤلفاتها الأدبية، إن "اللجنة المنظمة بذلت جهودا كبيرة لخروج المعرض بهذا المستوى من التنظيم الرائع، كما تمَّت الاستعانة بلجان تطوعية للمشاركة في التنظيم. المعرض شهد إقبالا كبيرا في ساعاته الأولى، وهناك تزايد مع انتشار أخبار وصور الفعاليات التي وصلت إلى الجمهور".
إقبال كبير
وبينت العنزي أن هناك جهتين رسميتين كان لهما حضور بارز من خلال مشاركتهما في المعرض، هما: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والهيئة العامة لذوي الإعاقة، ويتراوح حجم مشاركة دور النشر ما بين 30 و50 إصدارا للدار الواحدة، وهناك دور نشر تشارك بقرابة المئة إصدار، بسبب الإقبال الكبير.
الأمر ذاته أكدته فجر الربيعان، من دار الربيعان للنشر والتوزيع، والمشاركة في المعرض، حيث أوضحت أن عدد الإصدارات التي تطرحها الدار من خلال المعرض تتجاوز الـ 50 إصدارا، منها 11 مؤلفا جديدا تعرض لأول مرة، إلى جانب الكتب الأكثر مبيعا وطلبا من القراء.
تخفيضات الأسعار
وحول الأسعار، قالت الربيعان: "قدَّمنا بشكل عام تخفيضات على أسعار الكتب، لكن بمجرَّد رؤيتنا للجمهور طرحنا المزيد من التخفيضات من فرط سعادتنا وبهجتنا بحضورهم، فنحن نعرف ونقدّر شعور ملمس الكتاب كصُناع أو أصحاب مهنة، وللقارئ الذي يعشق الكتاب، لذلك هناك روح من الألفة مع الجمهور، وسعادتنا بهم لا توصف، كما أن الإقبال الكبير ساهم في تحقيق مبيعات نصف المعروض في اليوم الأول فقط، وهو ما يؤكد تعطش الجمهور للكتاب".
بدورها، قالت مديرة تسويق دار قرطاس للنشر، الكاتبة عنود الفرج، التي تشارك في المعرض أيضا بمؤلفها الجديد "خذوك مني"، إن "قرطاس" لديها أكثر من 100 إصدار للعرض، منها أعمال جديدة تُطرح للمرة الأولى، مؤكدة أن الإقبال رائع وأكثر من المتوقع، وألقى بحالة من البهجة والانتعاشة على الوسط الثقافي والجمهور أيضا.
وأضافت أن معرض رابطة الأدباء هو انطلاقة لعدد آخر من المعارض والمشاركات المحلية والخليجية، بعد انتعاشة الوسط الثقافي، وعودة الروح والنبض لشريان دور النشر.
آراء الجمهور
"الجريدة" حرصت على استطلاع آراء الجمهور، ومنهم حسين الصايغ، الذي حضر بصحبة زوجته وطفلتيه، مؤكدا أنه يعلم بناته القراءة منذ الصغر، وعلم بمشاركة دور نشر لكتب الأطفال، فحرص على الحضور للاستمتاع بتلك الأجواء.
وفي جولتنا بالمعرض التقينا الحكم الدولي أشواق العطار، بصحبة حفيدها، وقالت لـ"الجريدة": "حرصت على صحبة حفيدي وهو في الرابعة من عمره للمعرض، لشراء كتب تناسب فئته العمرية، وكراسات رسم وتلوين. أعتقد أن القراءة مفيدة جدا، خصوصا في عمر صغير، وسعادتنا لا توصف بعودة المعرض، كما أن الأسعار مناسبة، وبمتناول الجميع".
الخبر هنا