قصة
للصبر حدد
بقلم: أنوار التنيب*
هذه ليست المرة الأولى التي يجرني فيها من ثوبي، الأمر لم يعد يحتمل أنا فعلاً لم أعد أطيق ذلك. كثيرا ما أشعر بالإهانة البالغة وأكاد أنفجر وأصرخ فيه " كفى .. كفى" ما العداوة التي بيننا حتى يضعني بهذا الموقف المؤلم، أكثر من مرة أكون في قمة شياكتي وفرحتي في ملابسي الجديدة، ثم بفعله هذا يمزق كمي أو طرفاً من ثوبي ويجعلني أبكي حسرة، ولو سألتموني لماذا يتصرف معك هذا التصرف؟ ستتفاجؤون حينما أرد عليكم .."من دون سبب! .. نعم أقسم لكم أنه يفعل بي ذلك من دون سبب!" أتذكر حينها مكانتي الاجتماعية وهيبتي عند الآخرين، كيف ينحدر مستواي أمام هذا البغيض.. وددت أن أمسك به بيدي وأقول له:
من أنت ؟ .. ومن تكون حتى تفعل بي ذلك .. وتجعلني في موضع إهانة ولا أستطيع أن أفعل شيئاً بسيطاً أمامك كردة فعل أُوجعك بها كما أوجعتني؟ مَن الأقوى أنا أم أنت؟ من فينا الذي يستطيع أن يتحكم في مصير الآخر؟!
يبدو أنك لم تشاهدني في يوم وأنا أجلس في مكتبي الكبير بقمة شموخي، قراراتي التي تنفذ من دون تأخير، صرختي بوجه موظف مبتدئ لأثير في نفسه الرهبة. الفرَّاش المسكين الذي يعاني من السكر وأكثر من مرة يدخل في نوبة إغماء ولم أعطه إجازة للعلاج، قهوتي التي تعدها السكرتيرة بنفسها إن لم تقدمها كما أريد فإنها لن تنجو من كلمة سخيفة مني، كل هذا أراه يمر في رأسي وأنت تقف بحجمك الذي يلفه الجمود أمامي، ودموعي تترقرق من محجر عيني.
إلى هنا يكفي، نعم يكفي أيها المتعجرف وللصبر حدود، سأضع حدا لعلاقتي معك، والوضع الذي نعيشه معا وفي هذا المكان بالتحديد، وكما غيرت ستارة نافذة مكتبي، سيكون تغييرك بذات السهولة وأكثر، نعم ستُسحب من مكانك وأبدل مقبضك الذي يشبه مسدساً خالياً من الذخيرة، بمقبض دائري يحترم ملابسي الثمينة الجميلة، أيها الباب السخيف !